المقدمة
في ظل التطورات التكنولوجية المتلاحقة التي يشهدها العالم اليوم، أصبحت البرمجة واحدة من أكثر المهارات المطلوبة في سوق العمل، بل وتحولت إلى حلم يراود الكثير من الشباب الطموح في مختلف أنحاء العالم. ومع هذا الزخم الرقمي، لم تعد البرمجة حكرًا على فئة معينة أو مقتصرة على من يمتلكون أجهزة حاسوب قوية، بل أصبح بالإمكان اليوم لأي شخص لديه هاتف ذكي واتصال بالإنترنت أن يبدأ رحلته في تعلم هذه المهارة الثمينة.
ومع وفرة منصات التعليم المفتوح والمجاني على الإنترنت، مثل الدورات التفاعلية، والتطبيقات التعليمية، ومقاطع الفيديو التوضيحية، أصبح الطريق إلى تعلم البرمجة أكثر سهولة من أي وقت مضى. لكن رغم كل هذه الإمكانيات، لا يزال هناك سؤال يتردد كثيرًا على ألسنة المهتمين بهذه المهارة: هل يمكن بالفعل تعلم البرمجة باستخدام الهاتف المحمول فقط، دون الحاجة إلى جهاز كمبيوتر؟
هذا السؤال يستحق الوقوف عنده، خصوصًا أنه يعكس واقعًا يعيشه عدد كبير من الشباب، سواء بسبب الإمكانيات المادية أو عدم توفر حاسوب شخصي في الوقت الحالي. لذلك، سنقوم في هذا المقال بتحليل هذا الموضوع من جميع جوانبه، مع تسليط الضوء على أبرز التحديات التي قد تواجه من يرغب في تعلم البرمجة عبر الهاتف، إلى جانب عرض تجارب حقيقية لأشخاص استطاعوا كسر هذه العقبة، وحققوا تقدمًا ملحوظًا في هذا المجال باستخدام الهاتف فقط.
كما سنُقدّم مجموعة من النصائح العملية التي تُساعد المبتدئين على تنظيم وقتهم، واختيار الأدوات المناسبة، والبدء في مشوار تعلم البرمجة بخطوات واضحة ومدروسة، مع التركيز على أبرز التطبيقات والمواقع التي تُسهم في تبسيط المفاهيم البرمجية وتُتيح بيئات تدريب مرنة عبر الهاتف الذكي.

1. مقدمة عامة حول تعلم البرمجة
1.1. ما أهمية تعلم البرمجة في العصر الرقمي؟
في عصرنا الحالي الذي يشهد ثورة تكنولوجية غير مسبوقة، لم تعد البرمجة مجرد مهارة تقنية إضافية، بل أصبحت عنصرًا أساسيًا في بناء المستقبل، سواء على المستوى الفردي أو المجتمعي. التحول الرقمي الذي اجتاح مختلف القطاعات – من التعليم إلى الصحة، ومن التجارة إلى الصناعة – جعل من إتقان البرمجة ضرورة ملحة لكل من يسعى إلى التميز والمنافسة في سوق العمل الحديث.
فالبرمجة تُعد اللغة التي تتحدث بها الآلات، ومن يمتلك القدرة على استخدامها بإتقان، يستطيع التحكم في بيئة رقمية معقدة وبناء تطبيقات ومواقع إلكترونية وأنظمة ذكية تخدم البشرية. سواء كنت تطمح إلى إنشاء مشروعك الخاص، أو الانضمام إلى كبرى الشركات العالمية، أو حتى تحليل البيانات وفهم الأنماط السلوكية، فإن البرمجة تفتح لك أبوابًا واسعة من الفرص، وتمنحك القوة لبناء حلول مبتكرة لمشكلات واقعية. وبذلك، تتحول من مجرد مستهلك للتقنية إلى صانع لها ومؤثر في مستقبلها.
1.2. الأدوات التقليدية لتعلم البرمجة
منذ بداية انتشار تعلم البرمجة، كان يُنظر إلى جهاز الكمبيوتر على أنه الأداة الرئيسية والأنسب لهذه المهمة. ويرجع ذلك إلى توفر بيئات تطوير متقدمة ومتعددة تُساعد المبرمج على كتابة الكود، وتنفيذه، واختباره بشكل مريح وفعال. بيئات التطوير المتكاملة مثل Visual Studio Code وPyCharm، بالإضافة إلى محررات النصوص القوية مثل Sublime Text أو Atom، وأدوات الطرفية (Terminal/Command Line)، تمثل جزءًا أساسيًا من بيئة العمل البرمجية التقليدية.
تمنح هذه الأدوات المستخدم إمكانيات واسعة من حيث التخصيص، والتحكم الكامل في المشروع، والتنقل بين الملفات بسهولة، فضلًا عن دعمها لمجموعة كبيرة من اللغات والأطر البرمجية. كما أن شاشة الكمبيوتر الكبيرة ولوحة المفاتيح الكاملة تتيح تجربة أكثر راحة للمستخدم، خاصة عند كتابة أكواد طويلة أو تصحيح الأخطاء (Debugging). لذلك، فإن الكمبيوتر يُعتبر الخيار الأفضل للكثير من المتعلمين، نظرًا لما يوفره من بيئة تعلم شاملة وغنية بالمزايا التي يصعب توافرها بنفس القوة على الهاتف المحمول.
2. هل الهاتف كافٍ لتعلم البرمجة؟ تحليل شامل
2.1. مزايا استخدام الهاتف في التعلم
واحدة من أبرز مزايا الهاتف المحمول هي سهولة حمله وتواجده المستمر مع المستخدم، مما يجعله وسيلة مثالية لمن يرغب في استغلال أوقات الفراغ أو فترات الانتظار في تعلم مهارات جديدة مثل البرمجة. فبدلاً من الحاجة للجلوس أمام جهاز كمبيوتر لفترات طويلة، يمكن ببساطة فتح تطبيق تعليمي والبدء في تعلم مفاهيم برمجية جديدة وأنت في المواصلات، أو أثناء الاستراحة في العمل أو الجامعة.
ومع توفر العديد من التطبيقات التعليمية المجانية والممتازة مثل Sololearn وGrasshopper، أصبح من السهل جدًا على المبتدئين الدخول إلى عالم البرمجة بطريقة تفاعلية ومبسطة. هذه التطبيقات تقدم دروسًا مصممة خصيصًا للشاشات الصغيرة، وتوفر تجربة تعلم سلسة تجمع بين النظرية والتطبيق، مع أنشطة يومية واختبارات قصيرة تساعد على ترسيخ المعلومات بشكل ممتع وعملي.
كما أن الهاتف يمنح المستخدم مرونة كبيرة في تنظيم وقته، حيث يمكنه تخصيص بضع دقائق يوميًا للتعلم، دون الحاجة إلى التخطيط لجلسات دراسية طويلة. وهذا الأسلوب يناسب تمامًا من لديهم جداول مزدحمة أو التزامات يومية متعددة، لكنه ما زالوا يرغبون في تعلم البرمجة واكتساب المهارات التقنية بطريقة تدريجية وفعالة.
2.2. العوائق التي قد تواجه المتعلمين عبر الهاتف فقط
رغم المزايا التي يقدمها الهاتف المحمول في مجال التعليم الذاتي، إلا أن هناك مجموعة من العوائق والتحديات التي قد تُصعّب على المستخدمين الوصول إلى مستوى احترافي في تعلم البرمجة من خلال الهاتف فقط.
من أبرز هذه العوائق: صغر حجم الشاشة، والذي قد يُقلّل من كفاءة قراءة الأكواد الطويلة أو تتبع الأخطاء البرمجية، خاصةً عند التعامل مع مشاريع تحتوي على ملفات متعددة. كذلك، الكتابة على لوحة مفاتيح الهاتف ليست بنفس سهولة وسرعة لوحة المفاتيح التقليدية، مما يجعل تجربة البرمجة أقل راحة.
بالإضافة إلى ذلك، يُعاني الهاتف من محدودية في أدوات التطوير. فلا يمكن تشغيل بيئات متقدمة مثل Visual Studio Code أو العمل بكفاءة مع أدوات التحكم في الإصدارات مثل Git، ولا يُتيح تشغيل خوادم محلية بشكل سلس مثل Apache أو XAMPP. أيضًا، تشغيل مشاريع كبيرة يتطلب موارد عتادية يصعب توفرها في معظم الهواتف المتوسطة.
وبالتالي، فإن اعتماد الهاتف فقط في التعلم قد ينجح في المراحل الأولى، لكنه قد يُشكّل عائقًا حقيقيًا عند محاولة الانتقال إلى مراحل أكثر تقدمًا في عالم البرمجة.
2.3. الفرق بين “التجربة” و”الاحتراف”
من المهم جدًا التمييز بين من يستخدم الهاتف بهدف تجربة الأساسيات البرمجية والتعرف على المفاهيم الأولية، وبين من يسعى للوصول إلى مستوى احترافي يؤهله للعمل في مشاريع حقيقية أو الانضمام إلى فرق تطوير برمجية.
فالهاتف يُعد خيارًا ممتازًا في مرحلة التجربة، حيث يمكن تعلم أساسيات HTML وCSS وJavaScript أو Python بسهولة من خلال تطبيقات بسيطة. ولكن بمجرد أن يصل المتعلم إلى مرحلة يرغب فيها بإنشاء مشاريع حقيقية أو استخدام تقنيات متقدمة مثل قواعد البيانات، APIs، أو أطر العمل (Frameworks)، سيجد أن الهاتف لم يعد كافيًا.
هنا تظهر أهمية جهاز الكمبيوتر، الذي يُوفر بيئة تطوير متكاملة تسمح بإدارة المشاريع، التنقل بين الملفات، التعامل مع GitHub، واختبار التطبيقات بشكل واقعي. لذا، يُمكن اعتبار الهاتف نقطة انطلاق، لكنه ليس وسيلة مثالية للاستمرار نحو الاحتراف الكامل.
3. التطبيقات التي تساعدك على التعلم من الهاتف
3.1. أفضل التطبيقات المجانية
- Sololearn
يُعد من أشهر التطبيقات المجانية التي تقدم دروسًا تفاعلية في لغات متعددة مثل HTML، CSS، Python، Java، C++ وغيرها. يتميز بواجهة سهلة، وتحديات تفاعلية، ومجتمع من المتعلمين يُمكنك التفاعل معه. - Mimo
يقدم تجربة تعليمية ممتعة للغاية، حيث يعتمد على تقسيم المحتوى إلى مهام قصيرة يومية تساعد على التدرج في التعلم. يتضمن مسارات تعلم مخصصة حسب الهدف، مثل تطوير الويب أو التطبيقات. - Grasshopper
تم تطويره من قِبل Google، ويُعد مثاليًا للمبتدئين في لغة JavaScript. يقدم تمارين بسيطة مرئية تساعد على فهم المفاهيم البرمجية خطوة بخطوة دون تعقيد.
3.2. تطبيقات المحررات البرمجية
- Dcoder
محرر برمجي متكامل يدعم أكثر من 50 لغة برمجة، ويُتيح للمستخدم كتابة الكود وتنفيذه مباشرة من الهاتف. مناسب جدًا للتدريب العملي وحل المسائل البرمجية اليومية. - AIDE (Android IDE)
تطبيق متكامل لتطوير تطبيقات Android مباشرة من الهاتف، حيث يُمكنك كتابة كود Java أو Kotlin وتجربته على الفور. مثالي للمهتمين بتطوير تطبيقات الموبايل. - Juno (iOS)
يُوفر بيئة Jupyter Notebook على أجهزة iPhone وiPad، وهو ممتاز لمن يرغب في تعلم Python أو التعمق في تحليل البيانات وعلوم البيانات (Data Science) من خلال الهاتف.

3.3. هل يمكن تشغيل بيئة تطوير حقيقية؟
رغم وجود بعض التطبيقات التي تحاكي بيئات التطوير مثل Termux أو UserLAnd، إلا أن تشغيل بيئة تطوير حقيقية بكامل إمكانياتها على الهاتف يُعد أمرًا محدودًا جدًا. يرجع ذلك إلى الحاجة إلى معالج قوي، وذاكرة RAM كبيرة، وسعة تخزين كافية، إلى جانب شاشة توفر مساحة كافية لعرض الملفات والأكواد.
بعض المحاكيات قد تسمح بتجربة بسيطة ومؤقتة، لكنها لا تستطيع تعويض الكمبيوتر عند تنفيذ المشاريع الكبيرة أو التعامل مع أدوات تطوير متقدمة.
4. أفضل نوعين من الهواتف المتوسطة التي تصلح للتعلم
4.1. Samsung Galaxy A55
إذا كنت تبحث عن هاتف متوسط بمواصفات قوية تساعدك على تعلم البرمجة بسلاسة، فإن Galaxy A55 يُعد خيارًا رائعًا. يتميز بمعالج Exynos 1480 الذي يُوفر أداء جيدًا في تشغيل التطبيقات البرمجية، إلى جانب ذاكرة عشوائية بسعة 8 جيجابايت، وسعة تخزين تبدأ من 128 جيجابايت وتصل إلى 256 جيجابايت، مما يتيح لك تحميل عدد كبير من التطبيقات دون قلق.
يأتي الهاتف بشاشة 6.6 بوصة Super AMOLED بدقة ممتازة، وهو ما يساعدك على عرض الأكواد بوضوح والعمل لساعات دون إجهاد بصري. سعره في السوق المصري يصل إلى حوالي 11,500 جنيه مصري، مما يجعله من أفضل الخيارات في الفئة المتوسطة.
4.2. Xiaomi Redmi Note 13 Pro
الهاتف الآخر الذي يستحق التوصية هو Redmi Note 13 Pro من شاومي. يتميز بمعالج Snapdragon 7s Gen 2 الذي يُوفر أداء ممتاز لتشغيل تطبيقات التعلم والمحررات البرمجية. الذاكرة العشوائية تتراوح بين 8 و12 جيجابايت، بينما تصل سعة التخزين إلى 512 جيجابايت، مما يجعله مناسبًا حتى للمهام الثقيلة نسبيًا.
شاشة الهاتف تأتي بحجم 6.67 بوصة AMOLED، ما يعني رؤية واضحة ونقية للتفاصيل البرمجية، وهو أمر ضروري للمتعلمين. كل ذلك يأتي بسعر يقارب 10,000 جنيه مصري، ما يجعله خيارًا ممتازًا لمن يبحث عن أداء جيد بسعر معقول.

5. تجارب حقيقية لمبرمجين بدأوا باستخدام الهاتف
5.1. قصة طالب بدأ من الهاتف وأصبح مطور ويب
من بين القصص الملهمة التي تُثبت إمكانية تعلم البرمجة عبر الهاتف، تبرز قصة “محمد”، طالب جامعي في سنته الأولى، لم يكن يمتلك في البداية سوى هاتف ذكي محدود الإمكانيات. بدأ مشواره في تعلم البرمجة من خلال تطبيق Mimo، حيث تعرّف على أساسيات HTML وCSS، واستمر في التعلم لمدة عام كامل دون أن يمتلك جهاز كمبيوتر.
كان محمد يستغل أوقات فراغه في المواصلات أو بين المحاضرات لحل التمارين التفاعلية، ودوّن ملاحظاته باستمرار على الهاتف. وبعد فترة من الالتزام، قرر الاستثمار في لابتوب مستعمل وبدأ بتطبيق ما تعلمه على مشاريع بسيطة. ومع الوقت، طوّر نفسه أكثر، ودخل عالم تطوير المواقع، واليوم يعمل كمستقل (Freelancer)، ويُقدّم خدماته في إنشاء وتصميم مواقع احترافية، ويحقق دخلًا ثابتًا يعينه على دراسته ونفقاته. قصته تُثبت أن البدايات البسيطة قد تؤدي إلى نجاحات كبيرة.
5.2. رأي مجتمع التطوير
عند البحث في آراء المبرمجين المخضرمين والمهتمين الجدد عبر منصات مثل Reddit وStack Overflow، يتضح اتجاه شبه عام بين المستخدمين. الكثيرون اتفقوا على أن الهاتف المحمول يمكن أن يكون وسيلة فعّالة لتعلم البرمجة في بداياتها، خاصةً لتعلّم الأساسيات أو خلال التنقلات اليومية.
ومع ذلك، فإن نفس المشاركين أكدوا بالإجماع تقريبًا أن الحاسوب الشخصي لا غنى عنه لأي شخص يرغب في التعمق بشكل جدي أو دخول مجال العمل الفعلي. فبمجرد الانتقال من مستوى “الأساسيات” إلى “بناء المشاريع”، تصبح الحاجة إلى بيئة تطوير قوية أمرًا حتميًا. الهاتف مناسب للبداية، لكنه ليس كافيًا للمحترفين.
6. نصائح مهمة للمبتدئين الذين يستخدمون الهاتف
6.1. كيف تختار التطبيقات المناسبة؟
عند اختيار تطبيق لتعلم البرمجة عبر الهاتف، يجب أن تعتمد على مجموعة من العوامل لضمان تجربة تعليمية ناجحة ومناسبة لمستواك. ومن هذه العوامل:
- اللغة البرمجية المستهدفة: تأكد أن التطبيق يدعم اللغة التي ترغب في تعلمها، سواء كانت Python، JavaScript، HTML/CSS، أو غيرها.
- مستوى الخبرة الحالي: بعض التطبيقات تُناسب المبتدئين تمامًا، بينما أخرى تقدم محتوى متقدم يتطلب خلفية مسبقة.
- نظام التشغيل: بعض التطبيقات متوفرة فقط على Android أو iOS، لذلك تأكد من التوافق مع جهازك.
احرص أيضًا على قراءة تقييمات المستخدمين وتجربة النسخة المجانية قبل الاشتراك في أي محتوى مدفوع.
6.2. كيف تنظم وقتك وتتجنب التشتت؟
الانضباط في التعلم عبر الهاتف يتطلب استراتيجيات واضحة لتجنب التشتت والتسويف. إليك بعض النصائح العملية:
- خصص وقتًا ثابتًا يوميًا: حدد فترة زمنية معينة يوميًا، حتى لو كانت 30 دقيقة، واعتبرها موعدًا لا يتم التنازل عنه.
- استخدم وضع الطيران أثناء الدراسة: لتجنب إشعارات التطبيقات والمكالمات التي قد تقطع تركيزك.
- اعمل في جلسات قصيرة: تقسيم الوقت إلى جلسات من 25-30 دقيقة مع فترات راحة بسيطة بينهما يساعد على الحفاظ على التركيز وتحقيق نتائج أفضل (تقنية بومودورو).
6.3. متى تنتقل إلى الكمبيوتر؟
رغم أن الهاتف أداة جيدة للبداية، إلا أن هناك نقاط فاصلة تُشير إلى أن الوقت قد حان للانتقال إلى استخدام الكمبيوتر، مثل:
- عند بدء العمل على مشاريع حقيقية، كإنشاء موقع أو تطبيق.
- عند الحاجة إلى أدوات متقدمة مثل Git، بيئات تطوير IDEs، أو محاكاة السيرفرات.
- عند الرغبة في تطوير تطبيقات احترافية أو الانضمام إلى فرق برمجة.
الانتقال في الوقت المناسب يضمن استمرار تطورك وعدم تقييدك بإمكانات محدودة.

7. مقارنة ختامية بين الهاتف والحاسوب
7.1. جدول المقارنة
العنصر | الهاتف المحمول | الحاسوب الشخصي |
---|---|---|
سهولة الاستخدام | عالية | متوسطة |
حجم الشاشة | صغير | كبير |
الأدوات المتوفرة | محدودة | متكاملة |
تنفيذ المشاريع | محدود | غير محدود |
قابلية التنقل | عالية | منخفضة |
السعر | منخفض | أعلى |
7.2. متى يُعتبر الهاتف كافيًا؟
يمكن اعتبار الهاتف كافيًا خلال مرحلة التعلم الأولى، حين يكون الهدف هو فهم الأساسيات وتكوين فكرة مبدئية عن مفاهيم البرمجة واللغات المختلفة. أما حين تبدأ في التعامل مع مشاريع أكثر تعقيدًا، أو ترغب في كتابة كود طويل وتنظيم ملفات متعددة، فإن الهاتف لن يُوفر لك البيئة المناسبة.
الطريق الذكي لتعلم البرمجة باستخدام الهاتف
في النهاية، يمكننا القول أن الهاتف المحمول يُمثّل نقطة انطلاق رائعة لتعلم البرمجة، خاصة في ظل توفر تطبيقات قوية وتجارب تعلم مرنة تتناسب مع جداولنا اليومية. ولكنه لا يُعتبر بديلاً دائمًا للكمبيوتر، بل مرحلة انتقالية ضرورية في طريقك نحو الاحتراف.
ابدأ بما هو متاح بين يديك، لا تنتظر الظروف المثالية. التدرج في التعلم، والمثابرة، والتجربة المستمرة هي الأساس الحقيقي لأي نجاح في مجال البرمجة. تذكّر أن كثيرًا من المبرمجين الناجحين اليوم، كانت بدايتهم من جهاز بسيط وإرادة قوية.
هل بدأت تتعلم البرمجة من هاتفك؟ لا تنسَ الأساسيات!
إذا كنت قد بدأت رحلتك في تعلم البرمجة باستخدام الهاتف، فدي خطوة رائعة وذكية! لكن علشان تستفيد بأقصى شكل من أي أداة أو تطبيق، لازم تكون فاهم الأساسيات من البداية.
عشان كده بنرشح لك بشدة إنك تزور المقال التاني الخاص بينا بعنوان:
ما هي البرمجة؟ دليل شامل لفهم أساسيات البرمجة للمبتدئين
في المقال ده هتلاقي شرح مبسط وواضح لمعنى البرمجة، وأنواعها، واستخداماتها في حياتنا اليومية، وكمان هتتعرف على الفرق بين لغات البرمجة المختلفة وأي لغة ممكن تناسبك كبداية.
لو أنت لسه في أول الطريق أو حتى بدأت فعلاً، المقال ده هيساعدك تبني أساس قوي يخليك تطوّر بسرعة وتتعلم بثقة.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
1. هل يمكن تعلم جميع لغات البرمجة باستخدام الهاتف المحمول؟
ليس بالضرورة. بعض لغات البرمجة يمكن تعلمها بشكل فعال عبر الهاتف، خاصة تلك التي لا تتطلب بيئة تطوير معقدة، مثل HTML وCSS وPython. لكن بعض اللغات الأخرى، مثل C++ أو Java عند استخدامها في بيئة احترافية، تتطلب أدوات وأجهزة لا تتوفر على الهاتف بسهولة. كما أن العمل على مشاريع كبيرة أو التعامل مع خوادم يتطلب إمكانيات أكبر يوفرها الحاسوب فقط.
2. ما هي أفضل لغة يمكن البدء بها عبر الهاتف؟
أفضل اللغات التي يُنصح بها للمبتدئين على الهاتف هي:
- HTML وCSS لتصميم صفحات الويب.
- JavaScript لتعلّم التفاعل مع صفحات الويب.
- Python لسهولتها وانتشارها الواسع في التعليم والتطبيقات العملية.
جميع هذه اللغات مدعومة في تطبيقات تعليمية مجانية ومتوفرة على أغلب أنظمة التشغيل.
3. هل التطبيقات المجانية كافية لتعلم البرمجة؟
نعم، التطبيقات المجانية مثل Sololearn، Mimo، وGrasshopper تعتبر كافية جدًا في المراحل الأولى من التعلم، وتُقدّم محتوى تعليميًا تفاعليًا ومناسبًا للمبتدئين. ومع ذلك، فإن بعض التطبيقات المدفوعة تُوفر ميزات إضافية مثل تمارين عملية متقدمة، ومشاريع تطبيقية حقيقية، ودعم فني أو شهادات إتمام، مما يجعلها مفيدة جدًا لمن يرغب في التعمق أكثر.
4. متى يجب أن أشتري جهاز كمبيوتر؟
يُفضل شراء جهاز كمبيوتر عند الانتقال من مرحلة التعلم النظري إلى مرحلة التطبيق العملي، وخاصة عند البدء في:
- تنفيذ مشاريع واقعية.
- استخدام أدوات احترافية مثل Git أو بيئات التطوير IDE.
- التعامل مع قواعد بيانات أو خوادم.
- بناء مواقع أو تطبيقات متكاملة وجاهزة للنشر.
وجود كمبيوتر يُعزز قدراتك ويوفر بيئة عمل أكثر احترافية وتنظيمًا.
5. هل الهاتف مناسب لتعلم تطوير التطبيقات؟
نعم، الهاتف يُمكن أن يكون بداية جيدة لتعلم تطوير تطبيقات بسيطة، خاصة على نظام Android. توجد تطبيقات مثل:
Sketchware: مناسب للمبتدئين في تطوير التطبيقات باستخدام واجهات رسومية دون الحاجة لكتابة كود طويل.
ولكن لتطوير تطبيقات احترافية أو معقدة، يُفضل الانتقال لاحقًا إلى الكمبيوتر للحصول على بيئة تطوير متكاملة.
AIDE: يُمكنك من إنشاء تطبيقات Android باستخدام Java أو Kotlin.